حوارات رمضانية مع إعلامية
مع الاعلامية الاردنية المتميزة سونيا الزغول
نرحب بك معنا و نشكرك لقبول دعوتنا .. في البداية نريد منك تعرفي متابعينا عنك و تعطينا نبذة عن بداياتك في مجال الإعلام ؟
- سونيا الزغول إعلامية أردنية، حاصلة علي دبلوم العلاقات الدولية والدبلوماسية وفض النزاعات الدولية وبكالوريوس صحافة واعلام، عملت مذيعة للأخبار في سكاي نيوز عربية، وتلفزيون الشرقية، وقدمت برنامج لأجل العربية على التلفزيون العربي، وبرنامجي "جولة الصباح" و"ألو سوريا" على شاشة أورينت، وأكتب المقال السياسي الدولي.
البداية في مجال الإعلام كانت عندما أنهيت الثانوية العامة وحصدت مقعد لدراسة الهندسة في جامعة الحسين بن طلال، ولشغفي بالإعلام منذ طفولتي وتعلقي بالتخصص اخترت التوجه إلى جامعة اليرموك لدراسة بكالوريوس الصحافة والإعلام، سبق ذلك موقف تعرضت له عندما ذهبت في زيارة تعريفية إلى اذاعة جامعة اليرموك، وكنت حينها في الصف الأول ثانوي وحضرت بالزي المدرسي، كانت مجرد زيارة عادية جلست فيها أشاهد الطلاب وهم يمارسون تمارين للتقديم الاذاعي حتى طُلب مني بالمزاح أن أمسك الميكرفون وأقرأ خبرا، وقمت بذلك دون تفكير، تعلمت في دقائق بعض الإرشادات للتعامل مع الموسيقى والمخرج، وقمت بتطبيقها سريعا، طلبت من أحد الطلاب أن يعيرني الصحيفة التي يقرأ منها، وضعت السماعات وشعرت أن العالم اختفى تماما ولم أعد أسمع سوى صوت الموسيقى، نظرت إلى المخرج استلمت إشارته وعدت أنظر إلى الخبر في الصحيفة وبدأت القراءة، لم أتوقف حتى حضر الأستاذ بشار القبلان مدير الاذاعة وقام بازالة السماعة من أذني، عرفت حينها أن الجميع كان يحاول إيصال إشارات لي بالتوقف ولم أكن أنظر أمامي، كان تركيزي منصبا علي الخبر فقط، نظر الأستاذ بشار إلي وبدأ بالتصفيق ومعه جميع المتدربين، وتجمع عدد كبير من الأساتذة في غرفة التحكم لرؤية من يقرأ الأخبار، وكانت المرة الاولى التي ادرك فيها أنني أمتلك صوتا اذاعيا وسمعت عبارة "أهلا وسهلا بك بيننا بعد استكمالك متطلبات الثانوية العامة"، وهذا ما حدث بالفعل، ولم أتوقف عن قراءة الأخبار منذ ذلك اليوم.
أنتي كاتبة مقالات ماهرة و ألفتي كتاب بعنوان "ما تحته خط" كما أنك عملتي في تقديم الأخبار فى قناة سكاي نيوز عربية، أي المجالين تفضلين أكثر الكتابة أم الإعلام ؟
- الكتابة و الإعلام وجهان لعملة واحدة، لكن لكل منها عالم خاص برأي، فالكتابة بالنسبة لي تحتاج لطقوس خاصة أهمها الخلوة، والانعزال عن الجميع، يفقدني الجميع لأيام وأسابيع وربما شهور وأُعاتب منهم باستمرار لكنهم اعتادو على شخصيتي، بدأت أكتب المقالات السياسية منذ كان عمري 13 عاما بخط اليد حيث لم أكن أملك سوى الأوراق والأقلام وراديو صغير لمعرفة أخبار العالم، وكنت أستمع للأخبار 14 ساعة في اليوم وأقوم بكتابة رأي الخاص لما يدور حولي، وبدأت أنشر مقالاتي منذ عام 2011 ولم أتوقف عن ممارسة كتابة المقالات حتى اليوم، وفي عام 2018 أقنعني صديق لي بعرض مقالاتي على شكل كتاب يوثق الأحدث، وقمت خلال 6 أشهر بمراجعتها وتدقيقها واخترت منها 42 مقالا عالجت فيها أحداث الربيع العربي خلال 8 سنوات من عملي في غرف الأخبار، ووضعتها بين دفتين.
أما تعاملي مع الكاميرا فله بعد آخر مختلف تماما عن الكتابة، فأنا أعشق الحوار مع الضيوف ورصد ما هو جديد وحصري، وباحثة شغوفة لا أمل من التدقيق والمراجعة، وعملي أمام الكاميرا يمنحني الشعور بالانطلاق و الراحة، ولا تتملكني الرهبة التي يشعر به كثيرون عند الجلوس أمام الكاميرا، أشعر فقط أن الشاشة هي عالمي الذي أنتمي إليه، وهنا أستطيع أن أخدم الجمهور بثقة، وأي مشقة أو إرهاق خلال التحضير للعمل تزول عندما يعطي المخرج شارة البداية.
هل لديك مشاريع لكتب أخرى فى المستقبل ؟
- أعلنت بداية هذه العام تحضيري لكتاب يتناول العلاقات الايرانية الأمريكية خلال 2019-2020 وأزمة الاتفاق النووي، ومنحتني أزمة فيروس كورونا الوقت اللازم لاستكمال الأبحاث المتعلقة بالكتاب، و كلي ثقة بقدرتنا على تجاوز الأزمة، وأقولها دائما "شدة وبتزول" وحينما تنتهي الاغلاقات باذن الله ساستكمال ترتيبات حفل التوقيع.
هل برأيك النجاح فى مجال الإعلام حاليا أصبح أصعب و ما رأيك في تزايد نسبة دخول الاعلاميين عن طريق الواسطة وليس بالكفاءة ؟
- النجاح في أي تخصص يحتاج إلى الاجتهاد والمتابعة وتقبل التغيرات، وأي شخص نجح بمعايير خارج الكفاءة لن يستطيع الاستمرار طويلا، يمكن لأي إنسان أن يدخل لكن البقاء دائما لمن لا يستسلم ولا يتوقف عن التعلم، هذه وصفتي للنجاح.
هل أنتي متزوجة ؟
- لست متزوجة، لكن أحلم أن أكون مستقبلا ضمن أسرة تشاركني أحلامي وطموحاتي وتدعمني كما يفعل أصدقائي وعائلتي.
ما هي مواصفات شريك حياتك؟
- مواصفات شريك حياتي اهمها تشجيعه ودعمه لطموحي وقدرته على مشاركتي الحياة بجميع تقلباتها فعالمي مليء بالصعوبات التي تحتاج إلى الاحتواء والحب والقدرة على التكيف، وأن يسمح لي بمشاركته أحلامه وعالمه فكثير من الرجال لا يشاركون زوجاتهم بذلك، وأتمنى أن تكون روحه رياضية ومرحه يتقبل أن اهزمه باستمرار في ألعاب التسلية دون أن يمل من اللعب رغم علمه أنه خاسر، و أن يحبني دون شروط متقبلا عيوبي قبل محاسني، يعشق الأطفال ويطور نفسه باستمرار لمواكبة المتغيرات.
كيف يمكن أن توازن الاعلامية بين عملها و واجبات بيتها، خصوصا أن مجال الإعلام ليس بمجال سهل و قد يتطلب العمل أوقات طويلة و أحيانا من الممكن أن تكون مسائية ؟
- تستطيع الإعلامية أن توازن ما تريد عندما تكون ضمن محيط داعم محب، فالتشجيع يصنع المعجزات، أنصحها وأنصح نفسي بأن نحيط أنفسنا بمن يحبنا ويتمنى لنا النجاح والخير، فالمرأة كتلة من المشاعر العارمة يمكنها أن تمارس دور الأم والمعلمة والزوجة والموظفة وتقدم المساعدة للجميع وهي في أصعب المواقف، ويمكنها أن تقدم أضعاف ذلك اذا كانت ضمن بيئة تحترم وتقدر ما تقوم به.
نحن الآن في شهر رمضان . نريد منك تخبرينا ما هي عاداتك و استعداداتك الخاصة لاستقبال هذا الشهر ؟
- مجيء رمضان في ازمة كورونا جعلني أبتكر طرقا للاحتفال من خلال التواصل مع أسرتي عبر الفيديو، نقوم بإعداد بعض الأطباق مع الصغار في المنزل باستخدام الفيديوهات والشرح المتواصل، وينتظر اخوتي الصغار اتصالي لنقوم باعداد طبق بسيط أو نمارس الرياضة، واحيانا نتابع برامجنا المفضلة عبر تلك التطبيقات ونخلق أجواء من التشاركية والتفاعل خلال ساعات اليوم.
ما هي أكلاتك المفضلة ؟ و هل تجيدين الطبخ أم تعتمدين على الأكلات الجاهزة ؟
-الطبق الذي أقف عاجزة أمامه "المنسف الأردني" وأقحمه دائما في أي مناسبة، ولا أستطيع مقاومته، وأقوم باعداده باتقان، وعند زيارتي للأردن أتوجه إلى صديقاتي في محافظة الكرك للحصول علي الجميد الذي تصنع الجدات في المنازل، أبتعد عن الوجبات السريعة لأسباب صحية، وأتقن صناعة الأطباق الشرقية فقط.
الان وفي ظل انتشار وباء فيروس كورونا . ماهي الاجراءات و الاحتياطات التي تفعليها لتجنب هذا المرض ؟
- ألتزم بجميع التعليمات بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وأرتدي الكمامة والقفازات باستمرار والتزم بالتباعد في أي نقطة اتواجد فيها، أعتقد أن التباعد الاجتماعي هو الحل الأمثل واطبقه في هذه الفترة بشكل صارم.
بالنهاية نريد أن شكرك على حوارك معنا ونريد أن توجهي كلمة لموقعنا، و إذا كان لديك اقتراح لنا ؟
- ممتنة لكم على هذه اللقاء، وعلى متابعتكم لنا ولمهنتنا وتسليط الضوء على تفاصيلها، ومتابعتكم محط تقدير كبير، محبتي للجميع وباذن الله تعود الأوضاع أفضل مما كانت عليه و نعود لنلتقي.
______________