الإعلامية هناء عوني مذيعة قناة bbc عربي
حوارات رمضانية مع إعلامية
نرحب بالإعلامية المتميزة هناء عوني معنا، ونشكرك شكرا جزيلا على قبولك دعوتنا.
- شكرا لمنصتكم "جميلات الاعلام العربي" ، لإتاحة هذه الفرصة لي، للتواصل مع جمهوركم المُقدر، والحديث عن جوانب تتعلق بي شخصيا ومهنيا.
في البداية أريد أن اكتشف بدايتك في مجال الإعلام، ماذا كانت أولى محطاتك في المجال، وهل كان حلمك دخول مجال الإعلام والنجاح به منذ الصغر، أم أن الموضوع جاء مصادفة؟
- بالنسبة لحلمي، تغير كثيرا على مدى مراحل حياتي المختلفة. ولكن ربما كان من حسن حظي أن ارتبطت بمجال الإعلام منذ طفولتي أيضا، فقد كنت أشارك كضيفة في البرامج التليفزيونية الموجهة للأطفال، واعتدت أيضا مراسلة المذيعات اللواتي كُنَّ يتولين تقديم هذه البرامج. وكم كنت أشعر بالسعادة إذا تصادف وقرأت إحداهن رسالتي على الشاشة.
عندما وصلت لمرحلة الدراسة في الجامعة، حددت هدفي بأن أكون أستاذة فيها، خاصة وأنني كنت الأولى على صفي طيلة السنوات الأربع التي درست فيها اللغة الإنجليزية، خلال المرحلة الجامعية. وبعد التخرج سلكت بالفعل الطريق الأكاديمي، وبدأت العمل في الجامعة.
غير أن اللحظة الفارقة في حياتي، جاءت عندما خضت بنجاح اختبارا للعمل كصحفية في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري. بعد ذلك، عَمِلَت في قسم الأخبار بالإذاعة المصرية، ثم في قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، إلى أن انضممت إلى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل نحو 15 عاما. المفارقة أن مسيرتي في الـ (بي بي سي) تشابهت بعض الشيء مع نظيرتها في مصر، فقد بدأت هنا أيضا مع إذاعة (بي بي سي) العربية كصحفية أولا ثم كبيرة صحفيين، قبل أن أجلس خلف ميكروفون هذه الإذاعة العريقة كمذيعة، وهو ما مهد لانتقالي للعمل مذيعة أخبار على شاشة الـ (بي بي سي) العربية.
أنتِ نجحتِ في مجال تقديم الأخبار نجاح كبير هل اكتفيتِ بذلك ام تريدين او تخططين للدخول في مجال الاعلام الترفيهي وتقديم برامج متنوعة بعيدا عن مجال الأخبار؟
- أعتقد أني مازلت اكتشف نفسي، حتى بعد كل هذه السنوات في العمل الإعلامي، وأشعر دائما بأنه لا يزال لدي الكثير لأقدمه حتى لو في إطار الترفيه، شريطة أن يكون المحتوى هادفا مفيدا، يستقر في ذهن المشاهد ووجدانه، ويسهم في تشكيل وعيه بشكل إيجابي.
ماهي أصعب التحديات التي واجهتيها في بدايتك في مجال الإعلام. وما هي نصائحك لمن تريد الدخول في هذا المجال وكيف يمكنهن تذليل الصعوبات التي قد يواجهونها ؟
- من المؤكد أن قلة الخبرة، والخشية من الوقوع في أخطاء نتيجة لذلك، تمثل أصعب التحديات بالنسبة لكل من يبدأ خوض غمار العمل الإعلامي أو حتى أي مجال آخر. لكنني كنت محظوظة بأن وجدت سواء في القاهرة أو لندن؛ أساتذة مخضرمين لم يبخلوا عليّ بالدعم والتشجيع وبالنصح والخبرة كذلك. في المقابل، تعين أن تكون لديّ رغبة كبيرة في التعلم واكتساب الخبرة وتطوير قدراتي والتكيف مع المستجدات – وما أكثرها – في مجال الإعلام، خاصة في ظل الدور الكبير الذي باتت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي. وقد كنت حريصة منذ أن بدأت العمل في الإعلام، ألا يزيغ بريقه بصري عن هدف وجودي به، وهذه هي نصيحتي الأولى لمن يريدون العمل في هذا المجال، أو من هم لا يزالون على أولى درجات السلم فيه.
ما سر وصولك ونجاحك الكبير في قناة (بي بي سي) العربية خاصة وأنكِ أول مذيعة محجبة في القناة؟
- فقط للتصحيح، أنا أول وجه يظهر على شاشة (بي بي سي) العربية بغطاء الرأس أو الحجاب، وذلك من خلال عملي مراسلة للقناة في لندن، قبل أن انتقل للعمل مذيعة للأخبار. أما عما وصفته في سؤالك بالسر، فليس سوى الاجتهاد والمثابرة وانتظار التوفيق من الله سبحانه وتعالى. فلكي يصبح المرء مذيعا في الـ (بي بي سي)، يتعين عليه المرور باختبارات شديدة الصعوبة، يتطلب منه اجتيازها، الاستعداد على مدى سنوات دون أي مبالغة. فلابد من أن يكون لديك مستوى عالٍ من الثقافة واللغة والحضور والتمكن من الإلقاء، بجانب سرعة البديهة والقدرة على العمل تحت ضغط، وغيرها من متطلبات العمل في غرفة أخبار مؤسسة كبيرة وعالمية مثل الـ (بي بي سي). أما مسألة الحجاب، فلم تكن ذات صلة بمدى جدارة المتقدمات للعمل، للظهور على الشاشة من عدمه.
هل ترين أن هناك صعوبات خاصة قد تواجه المرأة المحجبة في دخول مجال الاعلام؟ أم تعتقدين أنه لا فارق بين المحجبة وغير المحجبة في هذا الشأن؟
- أكيد هناك صعوبات تتمثل في وضع بعض المؤسسات الإعلامية شروطا ومعايير تتعلق بمظهر المذيعة التي تظهر على شاشتها، ما يقلص فرص المحجبات في دخول مجال التقديم التليفزيوني. رغم أنه بعيدا عن الشكل الخارجي، لا يوجد فروق بين المحجبة وغير محجبة، فالعبرة بمن هي الأكثر ثقافة ومعرفة ولباقة وحضورا كذلك.
أريد أن أعرف رأيك في مسألة جمال الإعلامية؛ وهل هو فعلا المعيار الوحيد في اختيار من يعملن في هذا المجال كما يعتقد البعض؟ وهل يكفي جمال الشكل الخارجي فقط؟ في وجهة نظري الجمال هو جمال الأسلوب والرقي والروح، فما هي وجهة نظرك أنتِ؟
- لا أريد أن أجيب بشكل نمطي، وأسهب في الحديث عن التعريفات المختلفة للجمال. ولكن ببساطة أياً ما كان ما بداخلك، فسيتجسد على ملامحك ومظهرك. بالإضافة إلى ذلك توجد "منحة ربانية" هي القبول، وهو ما قد نقول عنه في مجالنا بأن "الكاميرا بتحبها أو بتحبه"، أي أن لها أو له إطلالة متميزة وجذابة على الشاشة.
بما أننا حاليا في شهر رمضان المبارك؛ نريد أن نعرف منك أبرز عاداتك في هذا الشهر، وأكثر ما تحرصين على إعداده وتجهيزه خلاله؟ وكذلك أبرز الاختلافات بين رمضان في العالم العربي وفي أوروبا؟
- بدايةً كل عام وأنتم وكل متابعيكم بخير. أحرص، منذ أن أقمت في بريطانيا، على إضفاء أجواء من البهجة داخل المنزل، عبر فوانيس وزينات ملونة، من باب التعويض عن غياب هذه المظاهر في الشوارع كما اعتدت في مصر، بالاضافة للذهاب الى المسجد للصلاة، أما عن المأكولات وغيرها، فأنا أحب الطهي للغاية من الأصل، واستمتع بإعداد الأكلات المصرية التقليدية .. واعتبر نفسي محظوظة في الوقت نفسه، لوجود الكثير من الأصدقاء حولي وحول أسرتي، ما يقلل كثيرا من أي شعور بالاغتراب، نظرا لأن الكثير منهم بمثابة أهل حقيقيين.
في ظل وباء كرونا والصعوبات التي يواجهها العالم كله جراء ذلك، هل أنتِ متفائلة بالمستقبل القريب، أم أن من الصعب أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه؟
- رغم أن كثيرا من الأخبار التي أتلوها يوميا على الشاشة، تتعلق بالوباء وتأثيراته المختلفة على الحياة في العالم، فإنني لا أزال أشعر بالتفاؤل، ليقيني برحمة الله أولا، ثم ثقتي في العلم وما حققه من تقدم. كما أن وقائع التاريخ تؤكد لنا أن كل الأوبئة التي اجتاحت العالم من قبل، مرت وأصبحت من الماضي.
في الختام أريد اشكرك جزيلا لحوارك الممتع معنا في موقع جميلات الإعلام العربي و نتمني لكي دوام التألق في حياتك و عملك.
- تحياتي